المؤمنين، فهم أهله أهل الإيمان الصالحين. ولم ينفع زوجته نبوة زوجها لنجاتها وقد كانت راضية بفعل القوم المجرمين، وما كانت من الطائعين لله المخبتين، فنجا لوط ومن آمن معه {إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ}. قال الضحاك: (يقول إلا امرأته تخلفت فمسخت حجرًا، وكانت تسمى هيشفع). وعن السدي: {إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ} قال: الهالكين). وغَبَرَ في لغة العرب من الأضداد، يقال: غَبَرَ الشيءُ إذا بقي، ويقال غبر الشيء إذا مضى، والمراد هنا أنَّها غبرت ومضت مع الهالكين.

وقوله تعالى: {ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ}. قال ابن جرير: (يقول: ثم قذفناهم بالحجارة من فوقهم فأهلكناهم بذلك).

وقوله تعالى: {وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ (137) وَبِاللَّيْلِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ}. قال قتادة: (قالوا: نعم والله صباحًا ومساء يطؤونها وطأ، مَنْ أخذ من المدينة إلى الشام، أخذ على سدوم قرية قوم لوط).

فخاطب سبحانه العرب وهم يمرون في طريق تجارتهم على منازل قوم لوط التي دمرها الله، فيرونها وقت الصباح أو وقت المساء خلال مرورهم. {أَفَلَا تَعْقِلُونَ}. قال ابن زيد: (قال: أفلا تتفكرون ما أصابهم في معاصي الله أن يصيبكم ما أصابهم) - فتعتبرون وتتدبرون.

قال ابن كثير: (فأهلكهم الله بأنواع العقوبات وجعل محلتهم من الأرض بحيرة نتنة قبيحة المنظر والطعم والريح، وجعلها بسبيل مقيم يمر بها المسافرون ليلًا ونهارًا. ثم قال: أفلا تعتبرون كيف دمّر الله عليهم وتعلمون أن للكافرين أمثالها).

وقوله تعالى: {وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (139) إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (140) فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ}.

يونس هو ذو النون ابن متى، كما قال جل ذكره في سورة الأنبياء: {وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87)}.

وفي الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: [لا ينبغي لعبد أن يقول: أنَّا خيرٌ من يونس بن متّى] (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015