وقوله: {وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ}. أي أحسن الصانعين، أحسن من يقال له خالق. أما الناس فيصنعون ولا يخلقون، فيقال لمبدعهم أمرًا من أمور الصناعة أو التجارة أو بعض الآلات والأدوات صانع، ولا يقال له خالق، وإن كان الناس يتجاوزون، فالخلق وهو الإبداع من عدم لا ينبغي إلا لله عز وجل.
وقوله تعالى: {اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ}.
قرأها بالفتح لاسم الجلالة قراء الكوفة نصبًا على البدلية من قوله: {أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ}. في حين قرأها قراء مكة والمدينة والبصرة بالضم "اللهُ ربكم وربُّ آبائكم الأولين" في محل رفع مبتدأ، والجملة استئنافية، فيكون المعنى: هو الله ربكم.
قال ابن جرير: (وتأويل الكلام: ذلك معبودكم أيها الناس الذي يستحق عليكم العبادة، ربكم الذي خلقكم، ورب آبائكم الماضين قبلكم، لا الصنم الذي لا يخلق شيئًا ولا يضر ولا ينفع).
وقوله تعالى: {فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ}. قال قتادة: (في عذاب الله).
وقوله تعالى: {إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ}. أي الذين اتبعوه من قومه وصدقوا منهاجه فأخلصهم الله النجاة. وقُرِئ بالكسر: "المخلِصين" والأول أشهر.
وقوله تعالى: {وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (129) سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ (130) إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (131) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ}.
قال الحسن: (سلام على الياسين). قرأها بوصل الألف كأنها ياسين، والمراد إلياس عليه السلام، فعليه وقع التسليم، ولكنه اسم أعجميّ.
قال القرطبي: (والعرب تضطرب في هذه الأسماء الأعجمية ويكثر تغييرهم لها. قال ابن جني: العرب تتلاعب بالأسماء الأعجمية تلاعبًا، فياسين وإلياس والياسين شيء واحد). وفي ذلك قراءات:
القراءة الأولى: قراءة قراء المدينة. {سلام على آل ياسين} - بمعنى سلام على آل محمد.
قال النحاس: (فكأنه والله أعلم جعل اسمه إلياس وياسين ثم سلّم على آله، أي أهل دينه ومن كان على مذهبه، وعُلِم أنه إذا سلَّم على اله من أجله فهو داخل في