تعظيم أمر الله ومنهاجه ودينه الذي لا اعوجاج فيه وهو الإسلام.
فعن قتادة: {وَهَدَيْنَاهُمَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} قال: الإسلام).
وقوله تعالى: {وَتَرَكْنَا عَلَيْهِمَا فِي الْآخِرِينَ (119) سَلَامٌ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ (120) إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (121) إِنَّهُمَا مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ}.
أي أبقينا الثناء الجميل والذكر العطر على موسى وهارون بين الأنام إلى يوم القيامة، جزاء الإحسان وتعظيم حرمات الله والتزام مقام الإيمان، فكان لهما شرفًا، عليهما الصلاة والسلام، الإضافةُ لهما من الله إلى من ارتضى من عباده المؤمنين المقربين، جماعة الحق المبين، وليبقى يقال بين الأنام، سلام على موسى وهارون.
وقوله تعالى: {وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ} فيه تفاسير:
التفسير الأول: أنَّه إدريس عليه السلام. فعن قتادة: (كان يقال: إلياس هو إدريس).
وروي عن ابن مسعود قوله: (إسرائيل هو يعقوب، وإلياس هو إدريس).
التفسير الثاني: إلياس نَبيٌّ من بني إسرائيل. قال ابن إسحاق: (وهو إلياس بن ياسين بن فنحاص بن العيزار بن هارون بن عمران).
التفسير الثالث: قيل هو عم اليسع وقيل هو ابن عم اليسع. قال ابن عباس: (هو عمّ اليسع).
التفسير الرابع: نبي أرسل لأهل مدينة بعلبك غربي دمشق. اختاره الحافظ ابن كثير.
التفسير الخامس: هو إلياس بن ياسين من ولد هارون أخي موسى. ذكره النسفي في التفسير.
التفسير السادس: هو من أنبياء بني إسرائيل من بعد زمن سليمان. بعثه الله لما انتشرت الوثنية بمساعدة ملوك بني إسرائيل، وبنوا لها المذابح وعبدوها من دون الله، وتركوا التحاكم إلى التوراة. فقام إلياس عليه السلام يوبخهم على ضلالهم، ويدعوهم إلى توحيد الله سبحانه ويسمى في التوراة "إيليا" وله نبأ فيها كبير. ذكره القاسمي في التفسير.
قلت: وخلاصة القول - أنه نبي من أنبياء بني إسرائيل بعثه الله ليهدي به من ضل عن الطريق واتبع سبل الشياطين وعبد الأوثان وتحاكم إلى الأهواء وعظَّم الشهوات،