لَمُحْضَرُونَ (127) إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (128) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (129) سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ (130) إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (131) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (132) وَإِنَّ لُوطًا لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (133) إِذْ نَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ (134) إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ (135) ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ (136) وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ (137) وَبِاللَّيْلِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (138) وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (139) إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (140) فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ (141) فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ (142) فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ (143) لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (144) فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ (145) وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ (146) وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ (147) فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ (148)}.
في هذه الآياتِ: يذكر سبحانه ما منَّ على الأنبياء عليهم الصلاة والسلام إخوة إبراهيم وإسماعيل وإسحاق، بعد أن ذكر قصة إنجاء إسماعيل من الذبح والفداء، ليصل النسب بعضه ببعض، نسب المنهج ونسب النبوة وصلة الحق. فذكر سبحانه تفضله على موسى وهارون ابني عمران أن جعلهما نبيَّيْن، ونجَّاهما ومن آمن معهما من المصيبة التي لحقت بفرعون وآله، مصيبة الهلاك وغمّ الغرق والدمار، ثم أكرمهما بالتوراة فيه هدى ونور، كلام الله العظيم، يهدي به سبحانه إلى صراطه المستقيم، وقد رضي الله عن إيمان موسى وهارون فأضافهما إلى جماعة عباده المؤمنين. ثم ذكر سبحانه قصة نبيِّه إلياس وكان من المرسلين، إذ أنكر على قومه الشرك في العبادة إذ يدعون صنمًا - يقال له - "بعلًا" من دون الله العظيم. الذي خلقهم وهو ربهم ورب آبائهم الماضين. فاستهزؤوا فهم في جهنم سيحضرون. لقد كان إلياس من عباد الله المؤمنين، كما كان لوط من المرسلين، إذ أنكر الفواحش في قومه المجرمين، فاستهزؤوا فنجاه الله والمؤمنين، ثم دمَّر القوم المسرفين، فجعل القرية عاليها سافلها وأمطرهم حجارة فتأملوا عاقبتهم وما لحق بهم إذا مررتم عليهم مصبحين أو ممسين، في طريق تجارتكم من المدينة إلى الشام أفلا تعقلون.
وأما يونس صلوات الله عليه وعلى من سبقه من المرسلين، فقد سارع إلى الفلك المشحون - أمتعة - هربًا من قومه المستكبرين المماطلين، لكن القرعة قد وقعت عليه حين هاج البحر فأقرعوا من يلقي نفسه ليخف الحمل من الراكبين، فألقى يونس بنفسه