قال ابن جرير: (وبشرنا إبراهيم بإسحاق نبيًا شكرًا له على إحسانه وطاعته).

وكذلك بشروا سارة فضحكت وصكت وجهها، ولم يُعلم أن سارة أتت إلى الحجاز، مما يدل أن البشارة بإسحاق كانت ببلاد كنعان، وأن البشارة بولادته ونبوته بعد قصة الذبح - كما يدل السياق - والله تعالى أعلم.

ثم قال سبحانه: {وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ} وفيه أكثر من تأويل:

التأويل الأول: أي كثرنا ولدهما فباركنا على إبراهيم وعلى أولاده، وعلى إسحاق إذ أخرج الله كل أنبياء بني إسرائيل من صلبه.

التأويل الثاني: أي ثنينا عليهما النعمة.

التأويل الثالث: جعلنا البركة في الذرية والكثرة.

وكلها تفاسير متقاربة مفادها أن العناية الإلهية أحاطت بذرية إبراهيم، وأن النبوة مضت في أولاده - صلوات الله وسلامه عليهم -.

وقوله: {وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِنَفْسِهِ مُبِينٌ}. فالمحسن يزداد شرفًا إلى شرف، ونورًا على نور، والمسيء لا تنفعه بنوة النبوة، قال السدي: (المحسن: المطيع لله، والظالم لنفسه: العاصي لله). قال القرطبي: (فاليهود والنصارى وإِن كانوا من ولد إسحاق، والعرب وإن كانوا من ولد إسماعيل، فلا بد من الفرق بين المحسن والمسيء والمؤمن والكافر. وفي التنزيل: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ} الآية، أي أبناء رسل الله فرأوا لأنفسهم فضلًا).

114 - 148. قوله تعالى: {وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ (114) وَنَجَّيْنَاهُمَا وَقَوْمَهُمَا مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (115) وَنَصَرْنَاهُمْ فَكَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ (116) وَآتَيْنَاهُمَا الْكِتَابَ الْمُسْتَبِينَ (117) وَهَدَيْنَاهُمَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (118) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِمَا فِي الْآخِرِينَ (119) سَلَامٌ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ (120) إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (121) إِنَّهُمَا مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (122) وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (123) إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلَا تَتَّقُونَ (124) أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ (125) اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (126) فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015