المدة والأجل، حتى تنفيهم عنها، فتخرجهم منها). وقال القاسمي: ({إِلَّا قَلِيلًا} أي زمنًا قليلًا ريثما يستعدون للرحلة).

وقوله: {مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا}. أي: مطرودين منفيين أينما وجدوا.

فهم مبغوضون لله والخلق، لا يستريحون بالخروج للصوق اللعنة بهم أينما حلّوا ونزلوا، فقوله: {مَلْعُونِينَ} في محل نصب حال، أي هذه حالتهم حيثما وجدوا.

وقوله: {أُخِذُوا}. أي لِذِلِّتهم وَقلَّتهم وهوانهم.

وقوله: {وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا}. قال النسفي: (التشديد يدل على التكثير).

والمقصود: أسروا وبولغ في قتلهم لذلّتهم وقلتهم ونزول اللعنة بهم.

وقوله: {سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ}.

أي: هذا الذي فعل بهم ليس ببدع، فإن سنة الله في المفترين والمنافقين قبلهم أن يسلط عليهم أهل الإيمان فيقهروهم ويمحقوا تمرّدهم.

قال قتادة: (يقول: هكذا سنة الله فيهم إذا أظهروا النفاق). وَنُصب قوله: {سُنَّةَ} على المصدر، أي سَنَّ الله فيمن أرجف بالأنبياء وأظهر نفاقه أن يؤخذ ويقتل.

وقوله: {وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا}. أي تحويلًا وتغييرًا.

قال السدي: (يعني أن من قُتل بحق فلا دية على قاتله).

والمقصود: مضت سنة الله التي لا تتبدل ولا تتغير في قهر المؤمنين لأهل التمرد والنفاق والذين يحبون إشاعة الكذب والفواحش في الأرض، وهؤلاء المنافقون من قومك - يا محمد - سينالهم ما نال من مضى قبلهم على منهاجهم.

63 - 68. قوله تعالى: {يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا (63) إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا (64) خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (65) يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَالَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015