قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ (96) وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ} [يونس: 96 - 97].
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: [والذي نفسُ محمد بيده! لا يَسْمَعُ بي أحدٌ مِنْ هذه الأمة يهودي ولا نصراني، ثم يموت ولم يؤمنْ بالذي أُرسلتُ به، إلا كانَ مِنْ أصحاب النار] (?).
50 - 52. قوله تعالى: {وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (50) أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (51) قُلْ كَفَى بِاللَّهِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ شَهِيدًا يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالَّذِينَ آمَنُوا بِالْبَاطِلِ وَكَفَرُوا بِاللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (52)}.
في هذه الآيات: إثباتُ الله تعالى أن هذا القرآن هو أكبر معجزة خالدة في الأرض، وفيه رحمة وذكرى لقوم يؤمنون. وأمرُ الله نبيَّه أن يقول للمكذبين: كفى بالله شهيدًا لي بصدق النبوة والكافرون هم الخاسرون.
فقوله: {وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ}.
قال ابن جرير: (يقول تعالى ذكره: وقالت المشركون من قريش: هلا أنزل على محمد آية من ربه تكون حجة لله علينا كما جعلت الناقة لصالح، والمائدة آية لعيسى).
وقوله: {قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ}.
قال ابن كثير: (أي: إنما أمر ذلك إلى الله، فإنه لو عَلِمَ أنكم تهتدون لأجابكم إلى سؤالكم، لأن ذلك سهل عليه، يسير لديه، ولكِنَّهُ يعلَمُ منكم أنما قَصْدُكم التَعنُّتُ والامتحان، فلا يجيبكم إلى ذلك، كما قال تعالى: {وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا} [الإسراء: 59]. وقوله: {وَإِنَّمَا أَنَا