نَذِيرٌ مُبِينٌ} أي: إنما بُعِثتُ نذيرًا لكم بيِّنَ التدَارة فَعَليَّ أن أبلِغَكم رسالة الله تعالى).

وقوله: {أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ}.

إعْلامٌ من الله تعالى للمشركين أن هذا القرآن العظيم هو أعظم معجزة خالدة في الأرض إلى يوم القيامة، تعجز الفصحاء والبلغاء عن معارضته بسورة من مثله، وهو أعظم من كل معجزة أتت على أيدي الرسل فيما مضى، ففيه الخبر الصادق عما جرى وما يجري وما سيجري إلى أبد الأبد، بل وبعد فصل الحساب يوم القيامة.

وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: [ما من الأنبياء نبيٌّ إلا أُعْطِيَ من الآيات ما مِثْلُه آَمَنَ عَلَيْهِ البَشَرُ، وإنما كان الذي أوتيتُه وَحْيًا أوْحاهُ الله إليَّ، فأرجو أنْ أكونَ أكثرهم تابِعًا يومَ القيامة] (?).

وقوله: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}.

أي: إن في هذا القرآن الذي يسمعونه يتلى عليهم لرحمة للمؤمنين في تبيانه الحق من الباطل، وذكرى للمؤمنين يتذكرون بما فيه من عبرة وعظة.

وقوله: {قُلْ كَفَى بِاللَّهِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ شَهِيدًا يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}.

قال القرطبي: (أي قل للمكذبين لك كفى بالله شهيدًا يشهد لي بالصدق فيما أدعيه من أني رسوله، وأن هذا القرآن كتابه. {يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} أي: لا يخفى عليه شيء).

وقوله: {وَالَّذِينَ آمَنُوا بِالْبَاطِلِ}. قال قتادة: (الشرك). وقال يحيى بن سلام: (بإبليس). وقال ابن شجرة: (بعبادة الأوثان والأصنام).

وقوله: {وَكَفَرُوا بِاللَّهِ}. بشركهم به بالأوثان، وإضافة إليه الأولاد والأضداد، وتكذيبهم رسوله، وجحدهم لكتابه.

وقوله: {أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ}. قال النسفي: (المغبونون في صفقتهم حيث اشتروا الكفر بالإيمان). والمقصود: أنهم هم الخاسرون أنفسهم وأعمالهم في الآخرة.

53 - 55. قوله تعالى: {وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَوْلَا أَجَلٌ مُسَمًّى لَجَاءَهُمُ الْعَذَابُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015