الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا (104)}.

في هذه الآيات: إثباتُ الله تعالى بُخْلَ المشركين وإمساكهم عن الإنفاق في سبل الخير. وإمامهم من قبل فرعون الذي كفر بتسع آيات واتهم موسى بالسحر، وحاول محاصرته ومن معه من المؤمنين حتى أغرقه الله وجنوده أهل البغي والشرّ، واستخلف بني إسرائيل من بعدهم في الأرض ليكون الفصل بين الفريقين يوم الحشر.

فقوله: {قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفَاقِ}.

قال ابن عباس: (الفقر). وقال قتادة: (أي خشية الفاقة). والخطاب للمشركين كما قال ابن جرير: (قل يا محمد لهؤلاء المشركين: لو أنتم أيها الناس تملكون خزائن أملاك ربي من الأموال. وعنى بالرحمة في هذا الموضع: المال {إِذًا لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفَاقِ} يقول: إذن لَبَخِلْتُم به، فلم تجودوا بها على غيركم، خشية من الإنفاق والإقتار).

وقوله: {وَكَانَ الْإِنْسَانُ قَتُورًا}. قال ابن عباس: (يقول: بخيلًا). وقال قتادة: (بخيلًا، ممسكًا).

وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: [يَدُ الله ملأى لا يَغيضُها نَفَقَةٌ، سَحَّاءُ الليلَ والنهار. أرأيتم ما أنفق منذُ خلقَ السماوات والأرض؟ فإنه لم يَغِضْ ما في يده] (?).

وقوله: {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ} - فيه أقوال متقاربة:

1 - قال ابن عباس: (التسع الآيات البينات: يده، وعصاه، ولسانه، والبحر، والطوفان، والجراد، والقمل، والضفادع، والدم، آيات مفصلات).

2 - قال محمد بن كعب: (هي اليد، والعصا، والخمس في الأعراف، والطَّمْسَة، والحجر).

3 - وقال ابن عباس أيضًا ومجاهد وقتادة: (هي يدُه، وعصاه، والسنين، ونقص الثمرات، والطوفان، والجراد، والقمل، والضفادع، والدم).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015