وعن ابن عباس: (في قوله: {كُلَّمَا خَبَتْ} قال: سكنت). وقال مجاهد: (طفِئت). وعن قتادة: (قوله: {كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا} يقول: كلما احترقت جلودهم بُدّلوا جلودًا غيرها، ليذوقوا العذاب). وقال الضحاك: (وذلك إسعارُ النار عليهم والتهابها فيهم وتأججها بعد خبوّها، في أجسامهم). أي: كلما سكنت النار عليهم زادها الله لهبًا ووَهجًا وجَمْرًا ليذيقهم العذاب، جزاء بما كانوا يكفرون بوحي الله العظيم، ونبوة رسوله الكريم، ويستبعدون البعث للحساب بعد الموت وفناء الأجساد والعظام مستهزئين. وهو قوله تعالى: {ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا وَقَالُوا أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا}. وقوله: {وَرُفَاتًا} أي بالية نخرة.

وقوله: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ}.

أي: إن الذي أبدع هذه السموات والأرض وخلقها من العدم قادر على إعادة خلقهم، كما قال تعالى: {لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ} [غافر: 57].

وقوله: {وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلًا لَا رَيْبَ فِيهِ}. قال القرطبي: (والأجل: مدّة قيامهم في الدنيا ثم موتهم). وقال ابن كثير: (أي: جعل لإعادتهم وإقامتهم من قبورهم أجلًا مضروبًا ومدة مقدّرة لا بد من انقضائها، كما قال تعالى: {وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلَّا لِأَجَلٍ مَعْدُودٍ} [هود: 104]).

وقوله: {فَأَبَى الظَّالِمُونَ إِلَّا كُفُورًا}. قال ابن جرير: (يقول: فأبى الكافرون إلا جحودًا بحقيقة وعيده الذي أوعدهم وتكذيبًا به).

100 - 104. قوله تعالى: {قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفَاقِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ قَتُورًا (100) وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءَهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَامُوسَى مَسْحُورًا (101) قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلَاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَافِرْعَوْنُ مَثْبُورًا (102) فَأَرَادَ أَنْ يَسْتَفِزَّهُمْ مِنَ الْأَرْضِ فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ جَمِيعًا (103) وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015