وما سيحصل من كل واحد منهم. وقيل: {أَهْدَى سَبِيلًا} أي أسرع قبولًا. وقيل: أحسن دينًا).

وقوله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا}. أخرج أحمد والشيخان عن إبراهيم بن علقمة عن عبد الله (?) قال: [بَيْنا أنا أمشي مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في خَرِبِ المدينة وهو يتوكأ على عسيب معه فمرّ بِنفر من اليهود فقال بعضهم لبعض: سلوه عن الروح! وقال بعضهم: لا تسألوه، لا يجيء فيه بشيء تكرهونه. فقال بعضهم: لنسألنّه، فقام رجل منهم فقال: يا أبا القاسم ما الروح؟ فسكت، فقلت: إنه يوحى إليه، فقمت، فلما انجلى عنه، فقال: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا}] (?). وفي رواية: (لما نزل عليه الوحي قال: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا}).

وأخرج الترمذي والحاكم بسند صحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: [قالت قريش لليهود: أعطونا شيئًا نسأل عنه هذا الرجل! فقالوا: سلوه عن الروح، فنزلت: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا}. قالوا: نحن لم نؤت من العلم إلا قليلًا وقد أوتينا التوراة فيها حكم الله، ومن أوتي التوراة فقد أوتي خيرًا كثيرًا، فنزلت: {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا}] (?).

والسورة مكية، وقد يكون تكرر النزول بالمدينة، وعلى ذلك يكون الفهم لهذه الأحاديث. والآية تدل على أن الروح من أمر الله مما استأثر به تعالى، وأن علم الناس في ذلك قليل.

86 - 89. قوله تعالى: {وَلَئِنْ شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلًا (86) إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّ فَضْلَهُ كَانَ عَلَيْكَ كَبِيرًا (87) قُلْ لَئِنِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015