السفينة. وريح قاصف: شديدة). وقال ابن كثير: ({فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفًا مِنَ الرِّيحِ}، أي: يَقْصِف الصواري (?)، ويُغرق المراكب).

وقوله: {ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعًا}. قال ابن عباس: (نصيرًا). وقال مجاهد: (نصيرًا ثائرًا). أي يأخذ بثأركم بعدكم. وقال قتادة: (ولا نخاف أحدًا يتبعنا بشيء من ذلك).

وقوله تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا}.

ردٌّ على من قصَرَ تكريم الله الإنسان على العقل، بل العقل جزء من هذا التكريم الشامل. وقد جاء في كلام المفسرين أكثر من تأويل لآفاق هذا التكريم:

التأويل الأول: قيل باليدين يأكل فيهما. قال ابن جُريج: (وفضلناهم في اليدين يأكل بهما، ويعمل بهما، وما سوى الإنس يأكل بغير ذلك).

التأويل الثاني: بتسليط الإنسان على غيره وتسخير الخلق له. قال ابن جرير: (بتسليطنا إياهم على غيرهم من الخلق، وتسخيرنا سائر الخلق لهم. قال: ذكر لنا أن ذلك تمكنهم من العمل بأيديهم، وأخذ الأطعمة والأشربة بها ورفعها بها إلى أفواههم، وذلك غير متيسر لغيرهم من الخلق).

التأويل الثالث: قيل بل التكريم بالنطق والتمييز. قال الضحاك: (كرّمهم بالنطق والتمييز).

التأويل الرابع: قيل بل التكريم بامتداد القامة وانتصابها. قال عطاء: (كرمهم بتعديل القامة وامتدادها).

التأويل الخامس: قيل كرمهم بحسن الصورة. وقيل بل بالكلام والخط. وقيل بل بالفهم والتمييز. ذكره القرطبي.

التأويل السادس: قيل بل كرمهم بجعل محمد - صلى الله عليه وسلم - منهم. قال محمد بن كعب: (بأن جعل محمدًا - صلى الله عليه وسلم - منهم).

التأويل السابع: قيل بل أكرم الرجال باللّحى والنساء بالذوائب. ذكره بعض المفسرين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015