وتلتمسون من رزقه {إِنَّهُ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا}). قال القاسمي: ({إِنَّهُ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} حيث سهل لكم أسباب ذلك).
وقوله تعالى: {وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُورًا}. أي: إن أصابكم خوف الغرق في البحر والوقوع في الهلاك أفردتم الله تعالى بالتوحيد والدعاء والتعظيم، فإذا ذهب الخوف عدتم إلى العصيان وجحود النعم وأغفلتم شكر المنعم سبحانه.
قال النسفي: (ذهب عن أوهامكم كل ما تدعونه في حوادثكم إلا إياه وحده، فإنكم لا تذكرون سواه، أو ضل من تدعون من الآلهة عن إغاثتكم، ولكن الله وحده الذي ترجونه على الاستثناء المنقطع {فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ} عن الإخلاص بعد الخلاص). قال ابن كثير: ({وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُورًا}، أي: سَجِيَّتُه هذا، يَنْسَى النِّعم ويجحَدُها، إلا من عَصَم الله).
وقوله: {أَفَأَمِنْتُمْ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ} - يعني ناحية البر. والمقصود: هل ظننتم إن نجاكم من أهوال البحر وأبلغكم البر ثم عدتم إلى كفر نعمه وعصيانه ألا ينتقم منكم ويرسل عليكم الزلازل والخسوف والدمار! ؟ .
وقوله: {أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا}. قال قتادة: (حجارة من السماء). وقال ابن جريج: (مطر الحجارة إذا خرجتم من البحر). وعن مجاهد: (هو المطر الذي فيه حجارة). وأصل الحاصب: الريح تحصب بالحصباء، والحصباء: الأرض فيها الرمل والحصى الصغار.
وفي التنزيل:
1 - قال تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِبًا إِلَّا آلَ لُوطٍ نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ} [القمر: 34].
2 - وقال تعالى: {وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ} [الحجر: 74].
3 - وقال تعالى: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ (16) أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ} [الملك: 16, 17].
وفي صحيح السنة في آفاق ذلك أحاديث:
الحديث الأول: أخرج البخاري في صحيحه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله