الكاذبة من شفاعة الآلهة والكرامة على الله بالأنساب الشريفة، وإيثار العاجل على الآجل ونحو ذلك {وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا} هو تزيين الخطأ بما يوهم أنه صواب).

وفي التنزيل: {وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ} [إبراهيم: 22].

وقوله: {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ}. قال قتادة: (وعباده المؤمنون، وقال الله في آية أخرى: {إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ} [النحل: 100]).

قال ابن كثير: (إخبارٌ بتأييده تعالى عباده المؤمنين، وحِفْظه إياهم، وحراسته لهم من الشيطان الرجيم، ولهذا قال: {وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلًا}، أي: حافظًا ومؤيدًا وناصرًا).

وفي التنزيل: {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ} [الحجر: 42].

ومن كنوز صحيح السُّنَّة في آفاق معنى هذه الآية أحاديث:

الحديث الأول: أخرج الإمام أحمد بسند صحيح عن سبرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: [إن الشيطان قعد لابن آدم بأطرقه، فقعد بطريق الإسلام فقال: تُسْلِمُ وتذرُ دينك ودينَ آبائك؟ ! فعصاه فأسلم. ثم قعد له بطريق الهجرة فقال: تُهاجِرُ وتدع أرضك وسماءك. . فعصاه فهاجر. ثم قعد له بطريق الجهاد فقال: تجاهد فهو جهد النفس والمال فتقاتل فَتُقتل فَتُنْكح المرأة ويقسم المال؟ ! فعصاه فجاهد. . .] (?).

الحديث الثاني: أخرج الإمام أحمد بسند صحيح من حديث الحارث الأشعري، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: [وآمركم أن تذكروا الله تعالى، فإن مثل ذلك كمثل رجل خرج العدو في إثره سراعًا حتى إذا أتى على حصن حصين، فأحرز نفسه منهم، كذلك العبد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015