وقوله: {وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ} - فيه أكثر من تأويل:

1 - قال قتادة: (إن له خيلًا ورجلًا من الجن والإنس، وهم الذين يطيعونه). وقال: (الرجال، المشاة). وقال مجاهد: (كل راكب وماشٍ في معاصي الله تعالى).

2 - قال ابن عباس: (خيله: كل راكب في معصية الله، ورجله: كل راجل في معصية الله). وقال مجاهد: (ما كان من راكب يقاتل في معصية الله فهو من خيل إبليس، وما كان من راجل في معصية الله فهو من رجال إبليس. الرَّجْل: جمع راجل، كما التَّجْر: جمع تاجر، والصَّحْب: جمع صاحب).

3 - قال النسفي: ({وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ} اجمع وصح بهم، من الجلبة وهو الصياح {بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ} بكل راكب وماش من أهل العيث). وقال ابن كثير: (يقول: واحمل عليهم بجنودك خَيَّالتهم ورجّالتهم).

وكلها معان متقاربة متكاملة في المعنى، مفادها استفزاز إبليس اللعين بني آدم إلى معصية الله والكفر به وسوء الظن به تعالى.

وفي صحيح مسلم عن عياض بن حمار أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: [يقول الله عزَّ وجل: إني خلقت عبادي حُنفاء، فجاءتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم، وحرّمت عليهم ما أحللت لهم] (?).

وقوله: {وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ} - فيه أقوال متكاملة:

أ - أما الأموال:

1 - قال مجاهد: (ما أكل من مال بغير طاعة الله). أو قال: (التي أصابوها من غير حلها).

2 - قال عطاء بن أبي رباح: (الشرك في أموال الربا).

3 - قال الحسن: (مرهم أن يكسبوها من خبيث، وينفقوها في حرام). وقال: (قد والله شاركهم في أموالهم، وأعطاهم الله أموالًا فأنفقوها في طاعة الشيطان في غير حق الله تبارك اسمه). وقال ابن عباس: (كل مال في معصية الله). وقال ابن زيد: (مشاركته إياهم في الأموال والأولاد، ما زَيَّنَ لهم فيها من معاصي الله حتى ركبوها).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015