رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [لا يُشيرَنَّ أحدكم إلى أخيه بالسلاح، فإنه لا يَدْري أحدُكم لعلَّ الشيطانَ أن يَنْزغ في يده، فيقع في حفرة من نار] (?).
وفي رواية لمسلم: [من أشار إلى أخيه بحديدة، فإن الملائكة تلعنه حتى يَدَعه، وإن كان أخاه لأبيه وأمه].
وقوله تعالى: {رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ إِنْ يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِنْ يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا}. أي: ربكم أعلم بكم أيها الناس، فمن استحق منكم الهداية وفّقَهُ سبحانه لطاعته، ومن كان قاسي القلب عن الإخبات لربه عز وجل وأصرّ على معصيته خذله عن الهداية وطريق النجاة، وأسْلمه للعذاب، وإنما أنت - يا محمد - نذير ولست عليهم بوكيل. قال ابن جريج: ({رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ إِنْ يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ} قال: فتؤمنوا {أَوْ إِنْ يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ}، فتموتوا على الشرك كما أنتم).
وقوله: {وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}. قال القاسمي: (أي فلا يخفى عليه شيء فيهما. فهو أعلم بهؤلاء (?) ضرورة. وفيه إشارة إلى رحمته تعالى ببعثة الرسل، لحاجة الخلق إليها. وإلى مشيئته فيمن يصطفي لرسالته، ويختار لنبوّتِه، ويعلمه أهلًا لها).
وقوله: {وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ}. قال النسفي: (فيه إشارة إلى تفضيل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -). قال ابن جريج: (كلم الله موسى، وأرسل محمدًا إلى الناس كافة). وقال قتادة: (اتخذ الله إبراهيم خليلًا، وكلّم موسى تكليمًا، وجعل الله عيسى كمثل آدم خلقه من تراب، ثم قال له كن فيكون، وهو عبد الله ورسوله، من كلمة الله وروحه، وآتى سليمان مُلكًا لا ينبغي لأحد من بعده، وآتى داود زبورًا، كنا نحدّث دعاء عُلِّمه داود، تحميد وتمجيد، ليس فيه حلال ولا حرام، ولا فرائض ولا حدود، وغفر لمحمد ما تقدّم من ذنبه وما تأخَّر).
وفي التنزيل: {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ} [البقرة: 253].
قلت: ولا شك أن محمدًا عليه الصلاة والسلام أفضل الأنبياء والرسل صلوات الله