ومن معه في دار الندوة). وقال قتادة: (ونجواهم أن زعموا أنه مجنون، وأنه ساحر، وقالوا: أساطير الأولين).

وقوله: {إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا}. أي: إذ يقول الظالمون أمثال أبي جهل والوليد بن المغيرة للناس: إن تتبعون إلا رجلًا مَطْبوبًا قد خبله السحر فاختلط عليه أمره، ومرادهم بذلك تنفير الناس عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.

وقوله تعالى: {انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا}.

قال مجاهد: (مخرجًا، الوليد بن المغيرة وأصحابه). قال القاسمي: (أي: مثلوك بالشاعر والساحر والمجنون {فَضَلُّوا} أي عن الحق والهداية بك {فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا} أي فلا يهتدون لطريق الحق لضلالهم عنه وبعدهم منه. وأن الله قد خذلهم عن إصابته. أو المعنى: فلا يستطيعون سبيلًا إلى طعن يمكن أن يقبله أحد، بل يخبطون بما لا يرتاب في بطلانه أحد. كالمتحير في أمره لا يدري ماذا يصنع).

49 - 52. قوله تعالى: {وَقَالُوا أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا (49) قُلْ كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا (50) أَوْ خَلْقًا مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُءُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا (51) يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ وَتَظُنُّونَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا (52)}.

في هذه الآيات: استهزاء الكافرين بأمر البعث بعد فناء العظام وزوال الأجسام، وتحدّي الله لهم بأنهم لو كانوا حجارة أو حديدًا أو أكبر من ذلك فإنهم مدعُوّون للوقوف بين يديه مع جميع الأنام، ويظنون حين ذلك أنهم ما لبثوا في غرور الدنيا إلا القليل من الأيام.

فقوله: {وَقَالُوا أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا}. قال ابن عباس: (يقول: غُبارًا). وقال مجاهد: (رفاتًا: ترابًا). قال ابن جرير: (يقول تعالى ذكره مخبرًا عن قيل هؤلاء الذين لا يؤمنون بالآخرة من مشركي قريش، وقالوا بِعَنَتِهم: {أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا} لم نتحطم ولم نتكسَّر بعد مماتنا وبلانا، {وَرُفَاتًا} يعني ترابًا في قبورنا).

وقوله: {أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا} - إنكار منهم للبعث بعد الموت.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015