وفي التنزيل:
1 - قال تعالى: {وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (78) قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ} [يس: 78, 79].
2 - وقال تعالى: {يَقُولُونَ أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ (10) أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا نَخِرَةً (11) قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ} [النازعات: 10 - 12].
وفي سنن الترمذي بسند صحيح عن أبي هريرة، وعن أبي سعيد قالا: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [يؤتى بالعبد يوم القيامة فيقول لَهْ: ألم أجعلْ لك سمعًا وبصرًا، ومالًا وولَدًا، وسَخَّرْتُ لك الأنعامَ والحرثَ، وتركتُكَ ترأسُ وتَرْبَعُ، فكنتَ تَظُنُّ أنكَ مُلاقِيَّ يَوْمَكَ هذا؟ فيقول: لا. فيقول له: اليوم أنساك كما نسيتني] (?).
وقوله تعالى: {قُلْ كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا (50) أَوْ خَلْقًا مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ}.
قال القاسمي: (أي يعظم في نفوسكم عن قبول الحياة ويعظم في زعمكم على الخالق إحياؤه. فإنه يحييكم ولا يعجزه بعثكم. فكيف، إذا كنتم عظامًا مرفوتة وقد كانت موصوفة بالحياة قبل، والشيء أقبل لما عهد فيه مما لم يعهد). وقال مجاهد: (ما شئتم فكونوا، فسيعيدكم الله كما كنتم). وقال الضحاك: (كونوا الموت إن استطعتم، فإن الموت سيموت. وليس شيء أكبر في نفس ابن آدم من الموت).
وقوله: {فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنَا}. أي: فسيقولون بعد إقامة الحجة عليهم ولزومها بهم: فمن يعيدنا؟ ! {قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ}. قال قتادة: ({أَوْ خَلْقًا مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ} قال: السماء والأرض والجبال، {فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ} أي خلقكم).
وقوله: {فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُءُوسَهُمْ}. قال ابن عباس: (يقول: سيحركونها إليك استهزاء). وقال قتادة: (أي يحركون رؤوسهم تكذيبًا واستهزاء). وأصل النّغض في كلام العرب: حركة بارتفاع ثم انخفاض، أو بالعكس.
وقوله: {وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا}. أي: يقولون لك - يا محمد -