بادِيَتِكَ فأذَّنْتَ للصلاة فارفع صوتك بالنداء، فإنه لا يسمع مدى صوتِ المؤذِّن جِنٌّ ولا إِنْسٌ ولا شيءٌ إلا شهد له يوم القيامة. قال أبو سعيد: سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -] (?).

ورواه ابن ماجه بلفظ: [إذا كنت في البوادي، فارفع صوتك بالأذان. فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: لا يَسْمَعُه جِنٌّ ولا إِنْسٌ ولا شَجَرٌ ولا حَجَرٌ إلا شهِدَ له].

الحديث الخامس: أخرج أحمد ورجاله ثقات من حديث عبد الله بن عمرو مرفوعًا: [إن نبيَّ الله نوحًا - صلى الله عليه وسلم - لما حضرته الوفاة قال لابنه: إني قاص عليك الوصية، آمرك باثنتين وأنهاك عن اثنتين، آمرك بـ "لا إله إلا الله"، فإن السماوات السبع والأرضين السبع لو وضعت في كفة، ووضعت لا إله إلا الله في كفة، رجحت بهن لا إله إلا الله، ولو أن السماوات السبع والأرضين السبع كنَّ حَلقة مبهمة قصمتهن لا إله إلا الله. وسبحان الله وبحمده، فإنها صلاة كل شيء، وبها يرزق الخلق. وأنهاك عن الشرك والكبر] الحديث (?).

وقوله: {إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا} أي: يحلم على عباده فلا يعاجل العصاة منهم بالعقوبة، بل يؤجلهم ويُنْظرهم ويفسح لهم وقتًا للتوبة، فإن تابوا غفر لهم.

45 - 48. قوله تعالى: {وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا (45) وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا (46) نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَى إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا (47) انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا (48)}.

في هذه الآيات: مكرُ الله تعالى بالمشركين بجعل المانع الحائل بين القرآن وقلوبهم وآذانهم مقابل تكذيبهم واتهامهم النبي - صلى الله عليه وسلم - بالرجل المسحور، فلا يهتدون سبيلًا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015