وقوله تعالى: {سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا}.

قال القرطبي: (نزّه سبحانه نفسه وقدّسه ومجده عما لا يليق به).

وقوله: {تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ}. أي تقدّسه السماوات السبع وتمجّده وتعظمه سبحانه، وكذا الأرض، ومن فيهن من سائر المخلوقات، والكل يشهد أنه الرب الواحد الأحد، الإله الحق الصمد.

وقوله: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ}. قال قتادة: (كل شيء فيه الروح يسبح، من شجر أو شيء فيه الروح). قلت: بل الحيوانات والنباتات والجمادات كلها تسبح الله العظيم، في لغات لا يعلمها إلا الله السميع العليم.

وفي التنزيل: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ} [النور: 41].

ومن كنوز صحيح السنة في آفاق معنى هذه الآية أحاديث:

الحديث الأول: أخرج البخاري عن ابن مسعود - رضي الله عنه - أنه قال: [كنا نسمَعُ تسبيح الطعام وهو يُؤكل] (?). وفي رواية: [كنا نأكل مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -الطعام ونحن نسمع تسبيحه].

الحديث الثاني: أخرج مسلم عن جابر بن سَمُرَة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [إني لأعرف حجرًا بمكة كان يسلم عليّ قبل أن أبعث إني لأعرفه الآن] (?).

الحديث الثالث: يروي ابن ماجه بسند صحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: [المؤذن يُغْفَرُ له مَدي صوته. ويستغفِرُ له كُلُّ رَطْبٍ ويابِسٍ وشاهدُ الصلاة يُكتب له خمسٌ وعشرون حسنةً، ويُكَفَّرُ له ما بينهما] (?).

الحديث الرابع: أخرج البخاري في صحيحه عن مالك عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صَعْصَعَةَ الأنصاري ثم المازني، عن أبيه أنه أخبره أن أبا سعيد الخدري قال له: [إني أراك تُحِبُّ الغنم والبادية، فإذا كنت في غنمِكَ أو

طور بواسطة نورين ميديا © 2015