قال ابن عباس: (أكبر الكبائر الإشراك بالله، لأن الله يقول: {وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ} [الحج: 31]، ونقض العهد، وقطيعة الرحم، لأن الله تعالى يقول: {أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ}، يعني سوء العاقبة).

وقال أبو العالية: ({وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ}. . . الآية، قال: هي ست خصالٍ في المنافقين إذا كان فيهم الظَّهرة على الناس أظهروا هذه الخِصال: إذا حَدَّثوا كَذَبوا، وإذا وعدوا أخلَفُوا، وإذا اؤتمنوا خانُوا، ونقضوا عهد الله من بعد ميثاقه، وقطعوا ما أمر الله به أن يوصل، وأفسدوا في الأرض، وإذا كانت الظَّهْرَةَ عليهم أظهروا الثلاث الخصال: إذا حدّثوا كذبوا، وإذا وعدوا أخلفوا، وإذا اؤتمنوا خانُوا).

وقد ثبت نحو هذا المعنى في صحيح السنة في أحاديث:

الحديث الأول: أخرج البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة مرفوعًا: [آية المنافق ثلاث: إذا حَدَّثَ كذَبَ، وإذا وعَدَ أخلف، وإذا اؤْتُمِنَ خان] (?).

الحديث الثاني: أخرج الشيخان وأحمد وأكثر أهل السنن عن عبد الله بن عَمْرو قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [أربعٌ مَنْ كُن فيه كان مُنافقًا خالِصًا، ومَنْ كانت فيه خَلَّةٌ مِنْهُنَّ كانت فيه خَلَّةٌ من نِفاق، حتى يَدَعَها: إذا حَدَّثَ كَذَبَ، وإذا عاهد غَدَرَ، وإذا وَعَدَ أخْلَفَ، وإذا خاصمَ فَجَرَ] (?).

الحديث الثالث: أخرج ابن ماجه والبزار والبيهقي من حديث ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [يا معشر المهاجرين خصالٌ خمسٌ إذا ابتليتم بهنَّ، وأعوذ بالله أن تدركوهن: لم تظهر الفاحِشة في قوم قطّ، حتى يعلنوا بها، إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مَضَت في أسلافهم الذين مَضَوا، ولم ينقُصُوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشِدّة المؤنة، وجَور السلطان عليهم، ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا مُنِعوا القَطْرَ من السماء، ولولا البهائم لم يُمطَروا، ولم يَنْقُضُوا عهدَ الله وعهدَ رسوله إلا سلَّط الله عليهم عدوَّهم من غيرهم، فأخذوا بعض ما كان في أيديهم، وما لم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015