قضاء. قال: فتأتيهم الملائكةُ عند ذلك، فيَدخلون عليهم من كلِّ باب، {سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ}] (?).

وفي رواية: [أولُ ثُلَّةٍ يدخلون الجنة فقراء المهاجرين، الذين تُتَّقى بهم المكاره، وإذا أمِرُوا سَمِعوا وأطاعوا، وإن كانت لرجل منهم حاجة إلى سلطان لم تُقْضَ حتى يموتَ وهي في صدره، وإن الله يدعُو يومَ القيامة الجنة فتأتي بزخرفها وزينتها، فيقول: أين عبادي الذين قاتلوا في سبيلي، وأوذوا في سبيلي، وجاهدوا في سبيلي؟ ادخلوا الجنة بغير عذاب ولا حساب، وتأتي الملائكة فيسجدون ويقولون: رَبَّنا نحن نُسَبِّحُكَ الليل والنهارَ، ونقدِّسُ لك، مَنْ هؤلاء الذين آثرتَهم علينا؟ فيقول الربُّ - عز وجل -: هؤلاء عبادي الذين جاهدوا في سبيلي، وأوذوا في سبيلي. فتدخل عليهم الملائكة من كلِّ باب: {سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ}].

الحديث الرابع: أخرج الحاكم والبيهقي بسند صحيح على شرط مسلم عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [أتعلمُ؟ أولُ زمرةٍ تدخل الجنة من أمتي؟ قلت: الله ورسوله أعلم؟ فقال: المهاجرون، يأتون يوم القيامة إلى باب الجنة ويستفتحون، فيقول لهم الخزنة: أوقد حوسبتم؟ فيقولون: بأيِّ شيءٍ نحاسبُ وإنما كانت أسيافنا على عواتقنا في سبيل الله حتى متنا على ذلك؟ قال: فيفتح لهم فيقيلون فيها أربعين عامًا قبل أن يدخلها الناس] (?).

25 - 26. قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ (25) اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ (26)}.

في هذه الآيات: ذَمُّ الله تعالى أهل نقض العهد وتقطيع ما أمر الله بوصله وأهل الفساد في الأرض، وتوعدهم باللعنة وسوء العاقبة في الآخرة. إن الله هو الذي يبسط الرزق لعباده ويقدر لهم، وأهل الغفلة في فرح بهذه الحياة الدنيا، وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015