الإيمان بالله وغيره من المواثيق بينهم وبين الله وبين العباد، تعميم بعد تخصيص).
وقوله: {وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ}. قال ابن كثير: (من صلة الأرحام، والإحسان إليهم وإلى الفقراء والمحاويج وبذل المعروف).
وقوله: {وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ}.
أي: يخافون ربهم في جميع أعمالهم ويحذرون مناقشة الحساب يوم القيامة وتدقيق الأعمال.
قال أبو الجوزاء: ({وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ}، قال: المقايسة بالأعمال).
قال ابن جرير: (يقول: ويحذرون مناقشة الله إياهم في الحساب، ثم لا يصفح لهم عن ذنب، فهم لرهبتهم ذلك جادُّون في طاعته، محافظون على حدوده).
أخرج البخاري ومسلم عن عائشة، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: [ليس أحدٌ يحاسَبُ يومُ القيامة إلا هلك. قلت: أوليس يقول الله: {فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا} فقال: إنما ذلك العرض، ولكن من نوقش في الحساب يهلك] (?).
وفي الصحيحين أيضًا عن عديِّ بن حاتم قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [ما منكم أحد إلا سيكلمه ربه، ليس بينَه وبينه ترجمان، ولا حجاب يَحْجُبُه، فينظُرُ أيمنَ منه فلا يرى إلا ما قَدَّمَ من عمله، وينظرُ أشأمَ منه فلا يرى إلا ما قدَّم، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاءَ وجهه، فاتقوا النار ولو بشِقِّ تمرة] (?).
وفي رواية: (فمن لم يجد فبكلمة طيبة).
وقوله: {وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً}.
قال ابن زيد: (الصبر، في هاتين، فصبرٌ لله على ما أحبَّ وإن ثقل على الأنفس والأبدان، وصبرٌ عمَّا يكره وإن نازعت إليه الأهواء. فمن كان هكذا فهو من الصابرين. وقر أ: {سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ} [الرعد: 24]).
وعن ابن عباس: ({وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ}، يعني الصلوات الخمس، {وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً}، يقول: الزكاة).