شهد بدرًا من الملائكة هم عندنا خيارُ الملائكة"] (?).

وقوله: {سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ}.

أي: سأرعب قلوب الذين كفروا بي - أيها المؤمنون - منكم، وقد تولت الملائكة المهمة إضافة لضرب الرؤوس وكل بنان.

لقد ثبتت مشاركة الملائكة يوم بدر في فصل رؤوس المشركين وإلقائها، وقطع أعضائهم ورميها، إضافة إلى بث الهلع والذعر في نفوس الطغاة والمتكبرين.

يروي ابن سعد عن عكرمة قال: (كان يومئذ يندر رأس الرجل لا يدري من ضربه، وتندر يد الرجل لا يدري من ضربها).

قال ابن إسحاق: (وحدثني عبد الله بن أبي بكر، عن بعض بني ساعدة، عن أُسيد مالك بن ربيعة، وكان شهد بدرًا، قال بعد أن ذهب بَصَرُه: لو كنت اليوم ببدر ومعي بصري لأريتكم الشِّعبَ الذي خرجت منه الملائكة، لا أشك فيه ولا أتمارى).

قال الضحاك: ({فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ}: اضربوا الأعناق).

وقال عكرمة: (الرؤوس).

وقال ابن جرير: (إن الله أمر المؤمنين مُعَلِّمَهُم كيفية قتل المشركين وضربهم بالسيف، أن يضربوا فوق الأعناق منهم والأيدي والأرجل).

ومن المفسرين من أرجع الضمير في {وَاضْرِبُوا} إلى المؤمنين، ومنهم من أرجعه إلى الملائكة ليكون بذلك أمرٌ من الله لهم.

قال القرطبي: (والضرب على الرأس أبلغ، لأنه أدنى شيء يؤثر في الدماغ. قال فإذا ضربت البنان - وهي الأصابع وغيرها من الأعضاء - تعطل من المضروب القتال بخلاف سائر الأعضاء).

وقال الربيع بن أنس: (كان الناس يوم بدر يعرفون قتلى الملائكة ممن قتلوهم بضرب فوق الأعناق وعلى البنان، مثل سمة النار قد أحرق به).

قلت: والآية تدل على إعجاز عملي ظهر في أرض المعركة للعيان، فإن الله سبحانه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015