فسمعت قائلًا يقول: أقدِمْ حَيْزوم، فأما ابنُ عمي فانكشف قِناع قلبه، فمات مكانَه، وأما أنا فَكِدْتُ أهلِك، ثم تماسكت).

وروى الإمام أحمد بسند حسن عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال - في يوم بدر -: [فقتلنا منهم سبعين وأسرنا سبعين، فجاء رجل من الأنصار قصير بالعباس بن عبد المطلب أسيرًا، فقال العباس: يا رسول الله! إنَّ هذا والله ما أسرني، لقد أسرني رجل أجْلَحُ - أي: منحسر الشعر على جانبي رأسه - من أحسن الناس وجهًا على فرسٍ أبلقَ ما أُراه في القوم. فقال الأنصاري: أنا أَسَرْتُهُ يا رسول الله. فقال: اسكت فقد أيدك الله تعالى بملك كريم] (?).

ورواه ابن جرير من حديث ابن عباس قال: (كان الذي أسرَ العباس أبو اليَسر كعب بن عمرو أخو بني سلمة، وكان أبو اليسر رجلًا مجموعًا، وكان العباس رجلًا جسيمًا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأبي اليسر، كيف أسرت العباس أبا اليسر؟ قال: يا رسول الله، لقد أعانني عليه رجل ما رأيتهُ قبل ذلك ولا بعده، هيئته كذا وكذا! . قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لقد أعانك عليه ملك كريم).

وقال ابن إسحاق: (وحدثني أبي إسحاق بن يسار، عن رجال من بني مازن بن النجار، عن أبي داود المازني، وكان شهد بدرًا، قال: إني لأتبع رجلًا من المشركين يوم بدر لأضربه، إذ وقعَ رأسُه قبل أن يصل إليه سيفي، فعرفت أنه قد قتله غيري) (?).

وهذه الآثار يقوي بعضها بعضًا، وهي عادة مما تشتهر بين الناس أكثر من غيرها، وأمر مشاركة الملائكة يوم بدر ثابت في نص القرآن الكريم وكذلك ببعض ما في السنة الصحيحة المتواترة.

فقد أخرج الإمام أحمد والبخاري عن رفاعة بن رافع الزرقي، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: [جاء جبريل فقال: ما تعدّون من شهِدَ بدرًا فيكم؟ قلت: خيارنا، قال: وكذلك من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015