وفي سنن ابن ماجه بإسناد حسن من حديث عبد الله بن عمر، قال: [أقبل علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا معشر المهاجرين! خَمْسٌ إذا ابتليتُم بِهن، وأعوذ بالله أن تدركوهُنَّ: لم تظهر الفاحشة في قوم قط، حتى يعلنوا بها، إلا فشا فيهم الطاعونُ والأوجاعُ التي لم تكن مضَتْ في أسلافهم الذين مَضَوا.
ولم ينقُصُوا المِكيال والميزان، إلا أُخِذوا بالسنينَ وشِدَّةِ المؤونة وجَوْر السُّلطان عليهم.
ولم يمنعوا زكاةَ أموالهم، إلا مُنعوا القَطْرَ من السماء، ولولا البهائم لَمْ يُمطروا.
ولم ينقضوا عَهْدَ الله وعَهْدَ رسوله، إلا سَلَّطَ الله عليهم عَدُوًّا من غَيْرهم، فأخذوا بعضَ ما في أيديهم.
وما لم تَحْكم أئمتُهم بكتاب الله، ويتخيّروا مما أنزل الله، إلا جَعَل الله بأسهم بينهم] (?).
وقوله: {لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا}.
قال ابن كثير: (أي: مَن اجتهد في أداء الحق وأخَذَه، فإن أخطأ بعدَ استفراغ وُسْعِهِ وبِذْلِ جُهْدِه فلا حرج عليه).
وقوله: {وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى}.
قال ابن زيد: (قولوا الحق).
أي: قولوا الحق ولا يحملنكم قرابة قريب أو صداقة صديق على الجور أو الحكم بغير العدل، كما قال جل ثناؤه: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ} [المائدة: 8].
وقوله: {وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا}.
قال ابن جرير: (يقول: وبوصية الله التي أوصاكم بها فأوفوا، وإيفاء ذلك: أن يطيعوه فيما أمرهم به ونهاهم، وأن يعملوا بكتابه وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وذلك هو الوفاء بعهد الله).