3 - قال الضحاك بن مزاحم: (يبتغي له فيه، ولا يأخذ من ربحه شيئًا).

وفي التنزيل: {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا} [النساء: 10].

قلت: وقوله: {حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ}. يعني حتى يحتلم، كما ذكر الإمام مالك والشعبي وغير واحد من السلف، والأقوال الأخرى بعيدة.

أخرج الطبراني في "المعجم الكبير" بسند حسن عن عبد الله بن عمرو قال: [صعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المنبر فقال: لا أقسم، لا أقسم، لا أقسم. ثم نزل فقال: أَبْشِروا، أَبْشِروا، إنه من صلَّى الصلوات الخَمْسَ، واجتنَبَ الكبائر، دخَلَ من أي أبواب الجنة شاء: عقوقَ الوالدين، والشرك بالله، وقَتْلَ النَّفْسِ، وقَذْفَ المُحْصَنات، وأَكْلَ مالِ اليتيمِ، والفِرارَ من الزَّحفِ، وأكلَ الربا] (?).

وقوله: {وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ}.

أمر بالوفاء في المكيال والميزان وإقامة العدل في الأخذ والإعطاء. وقد عاب الله سبحانه على مَدْين - قوم شعيب - لعبهم بالكيل والميزان، وانتشار هذه الصفة الذميمة بينهم حتى دَمَّرهم العذاب فيما دَمَّرهم.

فقال تعالى في سورة الأعراف: {وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (85)}.

وقال في سورة هود: {وَيَاقَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (85)}.

وتوعّد الله هذه الأمة إن سلكت سبيل مَنْ قبلها في ذلك الخلق المشين فقال جل ذكره: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (1) الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (2) وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ (3) أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ (4) لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (5) يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [المطففين: 1 - 6].

طور بواسطة نورين ميديا © 2015