وعِنادًا، لا على سبيل الهُدى والاسترشاد: إنما تَرْجِعُ هذه الآياتُ إلى الله، إن شاء أجابَكُم، وإن شاء تَرَكَكُم).

وقوله: {وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ}.

قال مجاهد: (ما يدريكم. قال: ثم أخبر عنهم أنهم لا يؤمنون).

وفي لفظ قال: (وما يدريكم أنكم تؤمنون إذا جاءت. ثم استقبل يخبر عنهم فقال: إذا جاءت لا يؤمنون). وهذا على قراءة بعض أهل مكة والبصرة: {إنها}. والقراءة الأشهر والتي عليها قراء الأمصار من أهل المدينة والكوفة وغيرهم: "أنها" - على سبيل الخطاب من الله لنبيّه - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه. قال ابن جرير: (وإنما معنى الكلام: وما يدريكم، أيها المؤمنون، لعل الآيات إذ جاءت هؤلاء المشركين لا يؤمنون، فيعاجلوا بالنقمة والعذاب عند ذلك، ولا يؤخَّروا به).

وقوله: {وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ}.

قال ابن عباس: (لما جحد المشركون ما أنزل الله، لم تثبت قلوبهم على شيء، ورُدَّت عن كل أمر). وقال مجاهد: (نحول بينهم وبين الإيمان ولو جاءتهم كل آية، فلا يؤمنون، كما حلنا بينهم وبين الإيمان أول مرة). وقال ابن زيد: (نمنعهم من ذلك، كما فعلنا بهم أول مرة).

وفي التنزيل: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ} [الأنفال: 24].

وقوله: {وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ}.

المعنى: أي: نتركهم في بغيهم وتنطعهم وكبرهم يتحيرون ويترددون، فلا يؤمنون حتى يروا العذاب الأليم.

قال ابن عباس: ({فِي طُغْيَانِهِمْ} في كفرهم). وقال أبو العالية: (في ضلالهم). وقال الأعمش: {يَعْمَهُونَ}: يلعبون). وقال مجاهد: (في كفرهم يترددون).

وفي صحيح مسلم من حديث حذيفة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: [تعرض الفتن على القلوب عرض الحصير عودًا عودًا، فأي قلب أُشربها نكتت فيه نكتةٌ سوداء، وأي قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء، حتى يصير القلب أبيض مثل الصفا لا تضره فتنة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015