ذلك, لأنه بمنزلة البعث على المعصية، وعبّر عن الأصنام وهي لا تعقل بـ {الذين} على معتقد الكفرة فيها).

وهذه الآية دليل على وجوب الحكم بسدّ الذرائع، والأخذ بفقه الموازنات، فدرء المفاسد مقدم على جلب المصالح.

وفي الصحيحين عن عبد الله بن عمرو بن العاص، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: [من الكبائر شتم الرجل والديه. قالوا: يا رسول الله، وهل يشتم الرجل والديه؟ قال: نعم، يسب أبا الرجل فيسب أباه، ويسب أمه فيسب أمه] (?).

وقوله: {عَدْوًا}.

من الاعتداء. تقول العرب: عدا فلان على فلان إذا ظلمه واعتدى عليه.

وقوله: {كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ}.

قال ابن كثير: (أي: وكما زيّنا لهؤلاء القوم حُبَّ أصنامهم والمحاماةَ لها والانتصار، كذلك زيَّنا لكل أمة أي من الأمم الخالية على الضلال عملهم الذي كانوا فيه، ولله الحجة البالغة والحكمة التامة فيما يشاؤه ويختار).

قلت: وهذه الآية كقوله تعالى: {يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} [النحل]. فالإضلال والتزيين بحكمة الله وعدله.

قال ابن عباس: (زينا لأهل الطاعة الطاعة، ولأهل الكفر الكفر).

وقوله: {ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.

أي: ثم مصيرهم ومعادهم إلى ربهم، ويومئذ يكشف لهم سجلات أعمالهم ويعرضها على الميزان للحساب والجزاء. قال ابن جرير: (فيُوقفهم ويخبرهم بأعمالهم التي كانوا يعملون بها في الدنيا، ثم يجازيهم بها، إن كان خيرًا فخيرًا، وإن كان شرًا فشرًا، أو يعفو بفضله، ما لم يكن شركًا أو كفرًا).

109 - 110. قوله تعالى: {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَتْهُمْ آيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ (109) وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015