لمذهب القدرية. ثم قال: {وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا} أي: لا يمكنك حفظهم من عذاب الله).

وقال ابن كثير: {وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا}: أي: حافظًا يحفظ أعمالهم وأقوالهم).

وقوله: {وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ}.

قال ابن جرير: (يقول: ولست عليهم بقيِّم تقوم بأرزاقهم وأقواتهم ولا بحفظهم، فيما لم يُجْعَل إليك حفظه من أمرهم).

وفي التنزيل:

1 - قال تعالى: {إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ} [الشورى: 48].

2 - وقال تعالى: {فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ (21) لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ} [الغاشية: 21، 22].

3 - وقال تعالى: {فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ} [الرعد: 40].

108. قوله تعالى: {وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (108)}.

في هذه الآية: توجيه من الله تعالى لنبيّه - صلى الله عليه وسلم - وللمؤمنين بعدم التعرض لآلهة المشركين بالسَّب خشية أن يقعوا في سب الله جهلًا دون علم، واعتداءً وبغيًا دون فهم، وكذلك زيَّن الله لكل جماعة من الأمم ما اجتمعوا عليه من عمل، ثم مردهم إلى الله فيخبرهم بأعمالهم ويجازيهم بها.

قال قتادة: (كان المسلمون يسبون أوثان الكفار، فيردّون ذلك عليهم، فنهاهم الله أن يستَسِبّوا لربهم، فإنهم قومٌ جهلة لا علم لهم بالله).

وقال ابن زيد: ({فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ}، قال: إذا سببت إلهه سبَّ إلهك، فلا تسبوا آلهتهم).

قال القرطبي: (قال العلماء: حكمها باقٍ في هذه الأمة على كل حال، فمتى كان الكافر في مَنَعة وخِيف أن يَسُبَّ الإسلام أو النبي عليه السلام أو الله عز وجل، فلا يحلّ لمسلم أن يَسُبَّ صلبانهم ولا دينهم ولا كنائسهم، ولا يتعرض إلى ما يؤدّي إلى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015