تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ}، فيخسف بكم الأرض). وكذا قال مجاهد: (الخسف).
2 - وقيل: (معنى: {مِنْ فَوْقِكُمْ} الرجم بالحجارة والطوفان والصيحة والريح، كما فعل بعاد وثمود وقوم شعيب وقوم لوط وقوم نوح). ذكره سعيد بن جبير. ومعنى: {أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ} الخسف والرجفة كما فعل بقارون وأصحاب مدين. واختاره ابن جرير.
3 - قيل: {مِنْ فَوْقِكُمْ} يعني: الأمراء الظلمة، و {مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ} يعني: السّفِلة وعبيد السوء.
قال ابن عباس: (فأما العذاب من فوقكم، فأئمة السوء، وأما العذاب من تحت أرجلكم، فخدم السوء). وفي رواية: ({قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ}، يعني: من أمرائكم، {أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ}، يعني: سفلتكم).
قلت: والراجح القول الأول وما في معنى القول الثاني، إذ عليه يدل السياق، وآيات التنزيل. قال تعالى: {رَبُّكُمُ الَّذِي يُزْجِي لَكُمُ الْفُلْكَ فِي الْبَحْرِ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (66) وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُورًا (67) أَفَأَمِنْتُمْ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ وَكِيلًا (68) أَمْ أَمِنْتُمْ أَنْ يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً أُخْرَى فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفًا مِنَ الرِّيحِ فَيُغْرِقَكُمْ بِمَا كَفَرْتُمْ ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعًا (69)} [الإسراء: 66 - 69].
قال البخاري في كتاب التفسير من صحيحه - باب: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ} الآية. يلبسكم: يَخْلِطَكُم من الالتباس. {يَلْبِسُوا} يخلِطوا. {شِيَعًا}: فِرَقًا. حدثنا حَمَّاد بن زيد بن عمرو بن دينار، عن جابر رضي الله عنه قال: [لما نزلت هذه الآية: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ}، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أعوذ بوجهك. {أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ} قال: أعوذ بوجهك. {أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ} قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: هذا أهْوَنُ- أو هذا أيْسَرُ] (?).