أبو بكر، بعد أن حمد الله وأثنى عليه: [يا أيها الناس، إنكم تقرؤون هذه الآية، وتضعونها على غير موضعها: {عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ}، وإنا سمعنا النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يَعُمَّهُم الله بعقاب. وإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ما مِنْ قوم يُعْمَلُ فيهم بالمعاصي، ثم يقدرون على أن يغيروا، ثم لا يغيروا إلا يوشك أن يعمهم الله منه بعقاب] (?).

قال سعيد بن المسيب: ({لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ}، قال: إذا أمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر، لا يضرك من ضل إذا اهتديت).

الحديث الثاني: أخرج أبو داود وابن ماجة بسند حسن عن جرير قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: [ما مِنْ رَجُلٍ يكون في قوم يَعمَلُ فيهم بالمعاصي يَقدرون على أن يغيّروا عليه فلا يغيروا إلا أصابهم الله بعذاب من قبل أن يموتوا] (?).

الحديث الثالث: أخرج ابن ماجة بسند صحيح عن عبد الله بن عمرو بن العاص، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: [كيف بكم وبزمان - أو يوشك أن يأتي زمان يُغربَلُ الناسُ فيه غَربلةً تبقى حُثَالةٌ مِنَ الناس، قَدْ مَرجتْ عُهودهم وأماناتهم، واختلفوا فكانوا هكذا، وشبك بين أصابعه، فقالوا: كيف بنا يا رسول الله؟ قال: تأخذون ما تعرفون، وتذرون ما تنكرون، وتقبلون على أمر خاصّتكم، وتذرون أمر عامّتِكم" (?).

106 - 108. قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ إِنْ أَنْتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَأَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ تَحْبِسُونَهُمَا مِنْ بَعْدِ الصَّلَاةِ فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ إِنِ ارْتَبْتُمْ لَا نَشْتَرِي بِهِ ثَمَنًا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَلَا نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللَّهِ إِنَّا إِذًا لَمِنَ الْآثِمِينَ (106) فَإِنْ عُثِرَ عَلَى أَنَّهُمَا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015