الحديث الثاني: أخرج البخاري في صحيحه عن عائشة رضى الله عنها قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [رأيت جَهَنَّمَ يَحْطِمُ بَعْضُهَا بَعْضًا، ورأيت عَمْرًا يَجُرُّ قُصْبَهُ، وهو أَوَّلُ مَنْ سَيَّبَ السوائِب] (?).
الحديث الثالث: أخرج الإمام أحمد بسند حسن في الشواهد، عن عبد الله بن مسعود، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: [إنّ أوَّلَ من سَيِّبَ السوائب وعبد الأصنام أبو خزاعة عمرو بن عامر، وإني رأيتُه يَجُرُّ أمعاءه في النار] (?).
الحديث الرابع: أخرج ابن جرير بسند صحيح عن أبي هريرة قال: [سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول لأكثَمَ بن الجون يا أكثمُ، رأيتُ عَمْرو بن لُحَيّ بن قَمَعَةَ بن خِندِفٍ يجر قُصْبه في النار. فما رأيت رجلا أشبه برجلٍ منكَ به، ولا بِه منك. فقال أكثم: تخشى أن يضرني شبهه يا رسول الله؟ (وفي لفظ ابن إسحاق: عسى أن يضرني شبهه يا رسول الله)؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا، إنك مؤمن وهو كافر، إنه أوَّلُ من غيَّرَ دين إبراهيم، وبَحَر البحيرة، وسيَّبَ السائبة، وحَمى الحَامي] (?).
الحديث الخامس: أخرج أحمد في المسند، وابن جرير في التفسير، والبيهقي في "الأسماء والصفات" بسند قوي عن أبي الأحوص الجُشَمي، عن أبيه مالك بن نَضْلَة قال: [أتيتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - في خُلقَانٍ من الثياب، فقال لي: هل لك من مال؟ قلت: نعم. قال: من أيِّ المالِ؟ قال: فقلت: من كُلِّ المال، من الإبل والغنم والخيل والرقيق. قال: إذا أتاك الله مالًا فَلْيُرَ عليك. ثم قال: تُنْتَجُ إِبلُكَ وافيةً آذانُها؟ قال: قلت: نعم، وهل تُنْتَجُ الإبل إلا كذلك؟ قال: فلعلك تأخذ الموسى فتقطع آذان طائفة منها وتقول: هذه بُحُرٌ، وتشق آذان طائفة منها وتقول: هذه حُرُمٌ؟ قلت: نعم. قال: فلا تفعل، إن كل مال أتاك الله لك حِلٌّ، ثم قال: {مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ}] (?).