ولا شك أن الآية تعم كل قليل طيب مبارك، وكل كثير خبيث فاتن، سواء كان من الناس ومعادنهم، أو كان من متاع هذه الحياة الدنيا.

أخرج أبو يعلى في المسند، والبيهقي في "الشعب"، بسند صحيح عن أبي سعيد الخدري، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: [ما قل وكفى خير مما كثر وألهى] (?).

وقوله: {فَاتَّقُوا اللَّهَ يَاأُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (100)}.

وَصِيَّةٌ بالتقوى من الله سبحانه، فهي سرّ سعادة الدنيا وسرّ النجاة يوم القيامة.

أخرج الإمام أحمد في المسند، بإسناد حسن عن أبي سعيد الخدري، أن رجلًا جاءه فقال: أوصني، فقال: سألت عما سألت عنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من قبلك: [أوصيك بتقوى الله تعالى فإنه رأس كل شيء، وعليك بالجهاد فإنه رهبانية الإسلام، وعليك بذكر الله تعالى وتلاوة القرآن، فإنه رَوْحُكَ في السماء وذكرك في الأرض] (?).

وقوله: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ}. الآية.

فإن فيها ثلاث أسباب صحيحة للنزول:

السبب الأول: أخرج البخاري ومسلم عن أنس رضي الله عنه قال: [خطب النبي - صلى الله عليه وسلم - خطبة ما سمعت مثلها قط، قال: لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلًا ولبكيتم كثيرًا. قال: فغطّى أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجوههم، لهم خنين، فقال رجل: من أبي؟ قال: فلان. فنزلت هذه الآية: {لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} (?).

السبب الثاني: أخرج البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: [كان قوم يسألون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استهزاء، فيقول الرجل: من أبي؟ ويقول الرجل تضل ناقته: أين ناقتي؟ فأنزل الله فيهم هذه الآية: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} حتى فرغ من الآية كلها] (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015