أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [إنّ الله لا ينظرُ إلى أجسامكم، ولا إلى صُوَركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم] (?). وفي لفظ: [إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم].
100 - 102. قوله تعالى: {قُلْ لَا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَاأُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (100) يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (101) قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُوا بِهَا كَافِرِينَ (102)}.
في هذه الآياتِ: خِطابٌ من الله لعباده: لا يستوي الحلال الطيب القليل مع الحرام المخادع الكثير، فاتقوا الله يا أهل العقول لعلكم تنالون رضاه وتوفيقه. ثم تَأدِيبٌ من الله سبحانه لعباده المؤمنين، وارتقاءٌ بهم عن الخوض فيما لا فائدة منه من السؤال والبحث، فلربما ظهر جواب ذلك فيما يشق عليهم وتكرهه نفوسهم، فقد حصل ذلك لأقوام مضوا فأصبحوا بذلك كافرين.
ففي قوله: {قُلْ لَا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ}.
قال السدي: ({الْخَبِيثُ}، هم المشركون، {وَالطَّيِّبُ}، هم المؤمنون).
وقال ابن جرير: (قل يا محمد: لا يعتدل الرديء والجيد، والصالح والطالح، والمطيع والعاصي، {وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ}، يقول: لا يعتدل العاصي والمطيع لله عند الله، ولو كثر أهل المعاصي فعجبت من كثرتهم، لأن أهل طاعة الله هم المفلحون الفائزون بثواب الله يوم القيامة وإن قلُّوا، دون أهل معصيته، وإن أهل معاصيه هم الأخسرون الخائبون وإن كثروا).