الناس. وكان إذا نفر تقلّدَ قلادة من الإِذْخِر أو من لِحاء السمُر، فمنعته من الناس حتى يأتي أهله، حواجِزُ أبقاها الله بين الناس في الجاهلية).

4 - وقال ابن عباس: (كان ناس يتقلّدون لحاء الشجر في الجاهلية إذا أرادوا الحجّ، فيعرفون بذلك).

5 - وقال ابن زيد: (كان الناس كلهم فيهم ملوك تدفع بعضهم عن بعض. قال: ولم يكن في العرب ملوكٌ تدفع بعضهم عن بعض، فجعل الله تعالى ذكره لهم البيت الحرام قيامًا، يُدْفَعُ بعصهم عن بعض به، والشهر الحرام كذلك، يدفع الله بعضهم عن بعض بالأشهر الحرام، والقلائد. قال: ويلقى الرجل قاتل أخيه أو ابن عمه فلا يعرض له. وهذا كله قد نُسخ).

وقوله: {ذَلِكَ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}.

قال ابن جرير: (يعني تعالى ذكره بقوله {ذَلِكَ}، تصييره الكعبة البيت الحرام قيامًا للناس والشهر الحرام والهدي والقلائد. يقول تعالى ذكره: صيّرت لكم، أيها الناس، ذلك قيامًا، كي تعلموا أن من أحدث لكم لمصالح دنياكم ما أحدث، مما به قوامكم، علمًا منه بمنافعكم ومضاركم، أنه كذلك يعلم جميع ما في السماوات وما في الأرض مما فيه صلاحُ عاجلكم وآجلكم، ولتعلموا أنه بكل شيء {عَلِيمٌ}، لا يخفى عليه شيء من أموركم وأعمالكم، وهو محصيها عليكم، حتى يجازي المحسن منكم بإحسانه، والمسيء منكم بإساءته).

وقوله تعالى: {اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}.

تخويف وترجية، ترهيب وترغيب، لا صلاح للعبد بدونهما، فهو بحاجة للخوف من الله ومن عقابه وعذابه، وللثقة بمغفرته وعفوه، حتى يستقيم توجهه إليه.

وقوله تعالى: {مَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ}.

أي: ليس للرسول إلا البلاغ فأمر الهداية والتوفيق والعفو والثواب بيد الله سبحانه الذي يعلم السر وأخفى، فهو الذي يطلع على القلوب ويعلم ما تخفونه من الكفر والنفاق، أو من الصدق والإيمان.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015