بولس، تعلوهم نار الأنيار، يسقون من عصارة أهل النار طينة الخبال] (?)،

وتفصيل هذا البحث - مراتب الهداية والضلال - في كتابي: أصل الدين والإيمان، عند الصحابة والتابعين لهم بإحسان، فَلِلَّه الحمد والمنة وعليه التكلان.

وقوله: {خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا}. قال ابن جرير: (وكان تخليد هؤلاء الذين وصفت لكم صفتهم في جهنم، على الله يسيرًا، لأنه لا يقدر من أراد ذلك به على الامتناع منه، ولا له أحد يمنعه منه، ... لأن الخلق خلقُه، والأمرَ أمرُه).

وقوله تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ فَآمِنُوا خَيْرًا لَكُمْ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا}.

التأويل -أيها الناس: قد جاءكم محمد - صلى الله عليه وسلم - بدين الحق الذي لا يقبل الله سواه، فآمنوا والتمسوا طريق النجاة والسعادة في الدنيا والآخرة، وإن لم تفعلوا فالله غني عنكم وعن إيمانكم ولا يؤثر كفركم على ملكوته، وهو العليم بمن يستحق منكم الهداية فيهديه، وبمن يستحق الضلال فيضله ويشقيه، وهو الحكيم في أمره ونهيه وقدره وشرعه وفي كل شأنه.

171. قوله تعالى: {يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (171)}.

في هذه الآية: نهي الله سبحانه أهل الكتاب عن الغلو والتنطع في الدين، كما أبعدوا الإطراء والوصف في شأن عيسى عليه السلام، الذي هو عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، ودعوة لهم للإيمان بالله ورسله ونبذ عقيدة التثليث التي خاضوا فيها، فإنما الله إله واحد لا شريك له ولا ولد، له ما في هذا الكون الفسيح، وحسب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015