تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُبِينًا} قال: إن لله السلطان على خلقه، ولكنه يقول: عذرًا مبينًا).
قال عكرمة: (ما كان في القرآن من "سلطان"، فهو حجة).
وفي التنزيل: {لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ} [آل عمران: 28].
وقوله: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا}.
أي في الطبق الأسفل من أطباق جهنم، وبئس المقر وبئس المصير، حيث لا نصير لهم. وقرأها كذلك قراء الكوفة "الدرْك" بتسكين الراء، في حين قرأها قراء المدينة والبصرة "الدَّرَك" بفتح الراء، وهما قراءتان مشهورتان.
قال ابن عباس: ({إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّار}، يعني: في أسفل النار). وروى ابن جرير، عن خيثمة، عن عبد الله قال: (توابيت من نار تُطْبَقُ عليهم).
وفي جامع الترمذي ومسند الإمام أحمد بسند حسن عن عبد الله بن عمرو، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: [يُحشَرُ المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صور الرجال، يغشاهم الذل من كل مكان، يُساقون إلى سجن في جهنم يسمى بولس، تعلوهم نار الأنيار، يُسقون من عُصارة أهل النار، طينة الخبال] (?).
وقوله: {إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ}.
أي: فمن ندم وتاب وأصلح ما كان أفسد من علاقة بالله سبحانه ودينه وعباده المؤمنين -بنفاقه أو موالاته الكفار أو ركوبه معصية الله- فرجع واعتصم بالله وأخلص له السريرة والعمل، فبدل الرياء بالإخلاص فإن الله سبحانه بكرمه يقبله مع المؤمنين {وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا}.
وقوله: {مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ}.
أي ما يصنع الله بعذاب المنافقين إن تابوا وآمنوا وأحسنوا الرجوع والشكر لله.