وقوله: {وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا}. أي: يشكر سبحانه من يشكر له، ويعلم من آمن وصدق قلبه الإيمان، فيجزيه أحسن الثواب.

148 - 149. قوله تعالى: {لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا (148) إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا (149)}.

في هذه الآيات: لا يحب الله سوء القول وأن يدعو أحد على أحد إلا أن يكون مظلومًا، فالله يسمع ويعلم ما يكون، وإن تقولوا جميلًا من القول أو لا تجهروا به أو تصفحوا فالله يحب العفو ويعفو عن خلقه، وهو ذو قدرة على الانتقام منهم.

لقد ورد الجهر بسوء القول بمعنيين أو أكثر:

1 - عند الظلم واسترجاع الحقوق:

قال ابن عباس: (لا يحب الله أن يدعو أحد على أحد إلا أن يكون مظلومًا، فإنه قد أَرْخَصَ له أن يدعو على من ظلمه، وذلك قوله: {إِلَّا مَنْ ظُلِمَ}، وإن صبر فهو خير له). وقال قتادة: (عذر الله المظلوم كما تسمعون: أن يدعو). وقال السدي: (إن الله لا يحب الجهر بالسوء من أحد من الخلق، ولكن من ظلم فانتصر بمثل ما ظُلم، فليس عليه جناح).

وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: [المُسْتَبّانِ ما قالا، فعلى البادئ، ما لمْ يعتد المظلوم] (?).

فإن تمكن المظلوم من استرجاع حقه دون تشهير بمن ظلمه، أو عفا عنه فذلك أرفع. ففي صحيح مسلم أيضًا عنه، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: [ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبدًا بعفو إلا عزًا، وما تواضع أحدٌ لله إلا رفعه الله] (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015