وقوله: {وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا}.
أي: من صرفه الله عن سبيل المؤمنين مقابل النفاق الذي مشى عليه ورضيه لنفسه منهجًا، فلا طريق له ولا منقذ ولا هادي له، قال تعالى: {مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ} [الأعراف: 186].
وفي صحيح مسلم عن حذيفة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: [تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودًا عودًا، فأي قلب أُشربها نكتت فيه نكتةٌ سوداء، وأي قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء، حتى يصير القلب أبيض مثل الصفا لا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض، والآخر أسود مُرْبدًا كالكوز مُجَخِّيًا لا يعرف معروفًا ولا ينكر منكرًا إلا ما أشرب من هواه] (?).
144 - 147. قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُبِينًا (144) إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا (145) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا (146) مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا (147)}.
في هذه الآيات: نَهْيٌ عَنْ موالاة الكفار، ومناصحتهم وإطلاعهم على أسرار المؤمنين، ومن فعل ذلك كان من المنافقين، ممن يجعلون لله عليهم حجة يوم القيامة، وقد وعد الله المنافقين أسفل دركات جهنم، إلا من تاب وأصلح وأخلص لله من جديد فإن الله يقبله مع المؤمنين، أصحاب الأجر العظيم، فما يفعل الله بعذابكم إن أصلحتم وتبتم وشكرتم، فإن من شكر شكر الله له، ومن آمن قلبه به علمه، وأحسن جزاءه وثوابه.
وعن قتادة: ({يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَنْ