وعن علي رضي الله عنه: ({وَكَانَ اللَّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا}، قال: غنيًّا عن خلقه، "حميدًا"، قال: مستحمدًا إليهم) ذكره ابن جرير.
وقوله تعالى: {وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا}. قال قتادة: (حفيظًا).
وقوله تعالى: {إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ وَيَأْتِ بِآخَرِينَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى ذَلِكَ قَدِيرًا}.
قال سعيد، عن قتادة: (قادرٌ والله ربنا على ذلك: أن يهلك من يشاء من خلقه، ويأتي بآخرين من بعدهم).
وقوله تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا} قال ابن كثير: (أي: بيده هذا وهذا، فلا يقتصرَنَّ قاصرُ الهمَّة على السعي للدنيا فقط، بل لتكن هِمَّتُه ساميةً إلى نيل المطالب العالية في الدنيا والآخرة، فإن مرجع ذلك كلِّه إلى الذي بيده الضر والنفع، وهو الله الذي لا إله إلا هو، الذي قد قسم السعادة والشقاوة في الدنيا والآخرة، بين الناس وعدل بينهم فيما علمه فيهم ممن يستحق هذا وممن يستحق هذا. ولهذا قال: {وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا}).
قلت: بل طلب العبد سعادة الآخرة بصدق يورثه سعادة الدنيا والآخرة، وحرصه على الآخرة بصدق يقابله مجيء الدنيا إليه وهي راغمة.
أخرج الترمذي بسند صحيح عن أنس، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: [من كانت الآخرة همَّهُ، جعل الله غناه في قلبه، وجمع له شمله، وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت الدنيا همّه، جعل الله فقره بين عينيه، وفرّق عليه شمله، ولم يأته من الدنيا إلا ما قُدِّر له] (?).
135 - 136. قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (135) يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي