الحديث الأول: أخرج سعيد بن منصور بسند حسن عن عُبيد بن عُمير، عن عائشة: [أن رجلًا تلا هذه الآية: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ}، فقال: إنا لنُجْزى بكل عمل؟ هلكنا إذن. فبلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: نعم يُجْزَى به المؤمن في الدنيا في نفسه وفي جسده فيما يؤذيه] (?).
الحديث الثاني: أخرج الإمام مسلم عن أبي هريرة قال: [لما نزلت: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} بلغَتْ من المسلمين مَبْلغًا شديدًا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: قاربوا وسدِّدوا، ففي كلِّ ما يُصابُ به المسلم كفَّارةٌ، حتى النَّكبَةِ يُنكَبُها، أو الشوكةِ يشُاكها] (?).
الحديث الثالث: أخرج البخاري ومسلم عن أبي سعيد وأبي هريرة: أنهما سمعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: [ما يُصيبُ المسلم من نصب ولا وصب ولا سَقَمٍ ولا حَزَنٍ، حتى الهمِّ يُهَمُّه إلا كفَّر الله بها من سيئاته] (?).
الحديث الرابع: أخرج الإمام أحمد بسند جيد عن زينب بنت كعب بن عُجرة عن أبي سعيد الخدري قال: قال رجل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أرأيت هذه الأمراض التي تُصيبنا، ما لنا بها؟ قال: كفارات. قال أُبيّ: وإن قَلَّت. قال: وإن شوكة فما فوقها. قال: فدعا أبي على نفسه أنه لا يفارقه الوعكُ حتى يموت، في أن لا يشغله عن حَجّ ولا عُمْرة ولا جهاد في سبيل الله، ولا صلاة مكتوبة في جماعة، فما مسَّه إنسان إلا وجد حرَّه، حتى مات رضي الله عنه] (?).
وذكر ابن جرير بسنده عن الربيع بن زياد قال: (قلت لأبيّ بن كعب: قول الله تبارك وتعالى: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ}، والله إن كان كل ما عملنا جُزينا به هلكنا! قال: والله إن كنتُ لأراك أفقهَ مما أرى! لا يُصيب رجلًا خدشٌ ولا عثرةٌ إلا بذنب، وما يعفو الله عنه أكثر، حتى اللَّدغة والنَّفْحة).