ثم روى عن أبي المهلب قال: دخلت على عائشة كي أسألها عن هذه الآية: {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ}، قالت: (ذاك ما يصيبكم في الدنيا).
والخلاصة: لَا مَفَرَّ من تذوق أثر الخطايا والذنوب في الحياة الدنيا قبل الآخرة، وما يدفع الله أكثر، ثم إن من تاب وتاب الله عليه نجّاه يوم القيامة وستر عليه.
يروى الطبراني بسند حسن عن البراء بن عازب مرفوعًا: [ما اختلج عِرْقٌ ولا عَيْنٌ إلا بذَنْبٍ، وما يدفَعُ الله عنه أكثر] (?)
وقوله: {وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا}. أي لا يجد فاعل المعصية من بعد الله من يحميه من غضب الله وبأسه أو ينصره من عقاب الله وألمه.
وقوله تعالى: {وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا}.
قال السدي: (أبى أن يقبل الإيمان إلا بالعمل الصالح، وأبى أن يقبل الإسلام إلا بالإحسان).
والمقصود: لابد من العمل الصالح مع الإيمان، فإن الإيمان يشمل القول والعمل معًا، والموعد الجنة ولا يظلم أحد نقيرًا. قال مجاهد: (النقير، الذي يكون في ظهر النواة). وقال عطية: (النقير، الذي في وسط النواة).
وقوله: {وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا}.
فإن شرط القبول: الإخلاص وسلامة المنهج. والمنهج هو ملة إبراهيم عليه الصلاة والسلام، ملة التوحيد وإفراد الله بالتعظيم.
قال القاسمي - رحمه الله -: ("وهو محسن" أي آت بالحسنات تارك للسيئات. أو آت بالأعمال الصالحة على الوجه اللائق الذي هو حسنها الوصفي المستلزم لحسنها الذاتي).
فخلاصة المعنى: أحسن الدين عند الله ما كان: