وفي الصحيحين عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنه -: [أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعن الواصِلَة والمُسْتَوْصِلَة والواشِمة والمُسْتَوشِمة] (?).

والواشمة هي التي تغرز إبرًا في الجلد ليخرج الدم وتذرّ بموضعه كحل أو نيل ليتلون به، والمستوشمة من تطلب أن يفعل بها ذلك.

والوشر تحديد الأسنان، وقد جاء النهي عن تفليج الأسنان للحسن.

ففي الصحيحين عن ابن مسعود قال: [لعن الله الواشمات والمستوشِمات، والنامِصات والمتنمصات، والمتفلّجات للحُسْن، المغيّرات خلقَ الله] (?).

وفي صحيح مسلم عن عياض بن حمار قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [قال الله عز وجل: إني خلقت عبادي حُنفاء، فجاءتهم الشياطين فاجْتالتهُم عن دينهم، وحَرَّمت عليهم ما أحْلَلْتُ لهم] (?).

والمقصود أن خلق الله هو الأقوم والأمثل، كما قال تعالى: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ}. وفطرة الله التي فطر الناس عليها هي الأحسن والأكمل، ومخالفة ذلك اتباع لسبيل الشياطين.

وفي الصحيحين عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [كُلُّ مولود يولد على الفطرة، فأبواه يُهَوِّدانه، أو يُنَصِّرانه، أو يمجِّسَانه، كما تولد البهيمة بهيمة جَمْعَاءَ، هل تُحسّون فيها من جدعاء] (?).

وقوله: {وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا}.

أي: من يطع الشيطان ويرضاه ويواليه نصيرًا من دون الله فقد أورد نفسه موارد العطب والخسارة والهلاك.

وقوله: {يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ}. قال ابن جرير: (يعد الشيطان المَرِيدُ أولياءَه الذين هم نصيبُه المفروض: أن يكون لهم نصيرًا ممن أرادهم بسوء، وظهيرًا لهم عليه، يمنعهم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015