قال أبو إسحاق: {ذِكْرَى} تكون (?) نصبًا ورفعًا، فمن نصب فعلى المصدر، ودل عليه الإنذار؛ لأن قوله: {إِلَّا لَهَا مُنْذِرُونَ} معناه: إلا لها مذكرون ذكرى. قال: ويجوز أن تكون في موضع رفع على معنى: إنذارنا ذكرى على خبر الابتداء (?). وهذا معنى قول الفراء: فقد ذكر (?) القولين مجملًا (?).
قوله: {ومَا كُنَّا ظَالِمِينَ} قال مقاتل: وما كنا ظالمين فنعذب على غير ذنب (?).
وقال غيره: {ومَا كُنَّا ظَالِمِينَ} إذ أُهلكوا؛ لأنا قدمنا الإنذار والتذكير (?).
210 - قوله تعالى: {وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ} قال مقاتل: قالت قريش: إنما يجيء بالقرآن الشيطان فيلقيه على لسان محمد فأنزل الله: {وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ} [يعني: القرآن (?).
وهذه الآية منتظمة بقوله: {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ} أي: نزل بالقرآن جبريل {وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ}] (?) كما يزعم المشركون.