وعلى هذا سميت عبادتها رجسًا؛ لأنها تؤدي (?) إلى الرجس الذي هو اللعنة والعذاب. وعلى قول الكلبي هي رجس؛ لأنها مأثم.
وقال أبو إسحاق: (من) هاهنا تخليص (?) جنس من أجناس (?)، المعنى: فاجتنبوا الرجس الذي هو وثن (?).
وهذا قول أكثر أهل التأويل جعلوا (من) هاهنا تبيينًا للجنس. وعلى هذا الرجس: الوثن، سمي رجسًا كما سمي عبادتها (?) رجسًا في القول الأول. وليس الرجس في هذه الآية من القذارة والاستقذار في شيء.
وقال المبرد: {فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ} والأوثان كلها رجس، وتأويله -والله أعلم: فاجتنبوا الرجس (?) المضاف إلى هذا الاسم، كما قال -عز وجل- في وصف أصحاب نبيه - صلى الله عليه وسلم - {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} [الفتح: 29] وكلهم مؤمن، ولكن تأويله -والله أعلم-: المضافين إلى هذا الوصف. قال: ومن ذلك قول سيبويه في أول كتابه: هذا باب علم ما الكلم من العربية (?)، أي: ما الكلم المضاف