التفسير البسيط (صفحة 8064)

101

ورأوها) (?). ومضى الكلام في العرض (?).

101 - قوله تعالى: {كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَنْ ذِكْرِي} الغطاء ما تغطيت به أو غطيت به، والجمع الأغطية، يقال: غطا الشيء، وغطا عليه إذا ستره (?). ومعنى قوله: في {أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَنْ ذِكْرِي} كقوله تعالى: {وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ} [البقرة: 7].

قال ابن عباس في قوله: {عَنْ ذِكْرِي} (يريد عما جاء به محمد -صلى الله عليه وسلم- من البينات والهدى) (?). وصف الله تعالى هؤلاء الكفار بأنهم عمي عن آيات الله، وأدلة توحيده لما سبق لهم من الشقاء، وإذا لم يبصروا أدلة توحيده، وعجائب قدرته لم يتذكروا بقلوبهم؛ لأن العين رائد القلب، ألا ترى أن الشاعر يقول (?):

ألا إنما العينان للقلب رائد ... فما تألف العينان فالقلب يألف

وهذا أبلغ في وصف غفلتهم من أن لو قيل (?): في غطاء عن الذكر؛ لأن وصفهم بالعمى عن الأدلة يوجب غفلة قلوبهم، ووصفهم بعمى القلوب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015