التفسير البسيط (صفحة 7944)

عباس: (يريد حفاة عراة غرلاً) (?)

وقيل: (يعني فرادى) (?). كما قال في سورة الأنعام: {وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ} الآية. وقال أبو إسحاق: (أي بعثناكم كما خلقناكم) (?). لأن قوله: {لَقَدْ جِئْتُمُونَا} يعني: بعثناكم.

وقوله تعالى: {بَلْ زَعَمْتُمْ} خطاب لمنكري البعث خاص، ومعناه: بل زعمتم في الدنيا أن لن تُبعثوا, لأن الله وعدهم البعث فلم يصدقوا، والمعنى: {أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِدًا} للبعث والجزاء، و {بَلْ} هاهنا إيذان بأن القصة الأولى قد تمت وبدأ في كلام آخر، وذلك أن الآية عامة في المؤمن والكافر إلى قوله: {بَلْ زَعَمْتُمْ} فلما أخذ في كلام خاص لأحد الفريقين أدخل {بَلْ} ليؤذن بتحقيق ما سبق، وتوكيد ما يأتي بعده، كقوله تعالى: {بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْهَا بَلْ هُمْ مِنْهَا عَمُونَ} [النمل: 66]، وقد يجيء {بَلْ} في الكلام لترك ما سبق من غير إبطال له (?)، كقول لبيد (?):

طور بواسطة نورين ميديا © 2015