التفسير البسيط (صفحة 7821)

10

10 - قوله تعالى: {إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ} الآية، "إِذْ" هنا لا يجوز أن يكون متعلقًا بما قبله على تقدير: أم حسبت إذ أوى الفتية؛ لأنه كان بين النبي -صلى الله عليه وسلم- وبينهم مدة طويلة، فلم يتعلق الحسبان بذلك الوقت الذي أووا فيه إلى الكهف، وإذ يتعلق بمحذوف كأنه قيل: اذكر إذا أوى (?). كما قلنا في مواضع كثيرة. ومعنى {أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ}: صاروا إليه وجعلوه مأواهم (?).

قال ابن عباس: (يريد هربوا إلى الكهف) (?). وذكرنا الكلام في الفتية عند قوله: {وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ} [يوسف: 62] في سورة يوسف.

وقوله تعالى: {فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً} أخبر الله تعالى أنهم لما هربوا عمن يطلبهم اشتغلوا بالدعاء والتضرع إلى الله تعالى: {فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً} أي: أعطنا من عندك مغفرة ورزقًا (?).

قال ابن عباس: (يريدون تغنينا بها عن جميع من سواك) (?)، يعني أن قولهم: {مِنْ لَدُنْكَ} تتضمن هذا المعنى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015