التفسير البسيط (صفحة 7489)

105

أنه يعلمك أعجمي لا يُفصح ولا يتكلم بالعربية، فكيف يُتَعَلَّم عنه ما هو أعلى طبقات البيان؟! وهو قوله: {وَهَذَا} يعني القرآن، {لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ}، قال ابن عباس: يريد الذي نزل على محمد عربي مبين، أفصح ما يكون من العربية، وأبْيَنه لسان سعد بن بكر بن هوازن الذين أرضعوا النبي -صلى الله عليه وسلم- (?)؛ واللسان بمعنى الكلام واللغة، وذكرنا هذا مستقصى عند قوله: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ} [إبراهيم: 4]، ومعنى العربي واشتقاقه ذكرنا عند قوله: {الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا} [التوبة: 97] وقال الفراء والزجاج في هذه الآية: يقال: عَرَبَ لِسَانُه عَرابَةً وعُروبةً (?).

105 - قوله تعالى: {إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ} الآية. قال الكلبي: نافح الله تعالى بهذه الآية عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ودافع عنه حيث قالوا: تَقَوَّله واخترعه وأتى به من عند بشر وافتراه، فقال: {إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ}: المشركون، ثم سَمَّاهم الكاذبين، وحصر فيهم الكذب بقوله: {وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ}، وقال أبو إسحاق: أي إنما يفتري الكذب الذين إذا رأوا الآيات التي لا يقدر عليها إلا الله كذَّبُوا بها، فهؤلاء أكذبُ الكَذَبَةِ (?)، وفي الآية أبلغ زجر عن الكذب؛ حيث أخبر الله تعالى أنه إنما يفتري الكذب من لا يؤمن، ولذلك قال النبيّ -صلى الله عليه وسلم- حين قيل له: (هل يَكْذِبُ المؤمن؟ قال: "لا"، ثم قرأ هذه الآية) (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015